روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | خوفي على زوجي.. أفسد حياتي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > خوفي على زوجي.. أفسد حياتي


  خوفي على زوجي.. أفسد حياتي
     عدد مرات المشاهدة: 2406        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم؛؛ أولا اشكر لكم جهودكم؛ اخي المستشار أنا سيده متزوجه من اربع سنوات وعمري 28 سنه ليس لدينا اطفال.

اعيش حياة سعيدة ولله الحمد لولا القلق والخوف الذي يفسد علي يومي

منذ بداية زواجنا احببت زوجي حبا شديدا وتعلقت فيه واصبح هو محور حياتي وهو كذلك يحبني ولم يقصر علي بشيء ولله الحمد.

مشكلتي انني تعلقت فيه بشكل كبير واصبحت اخاف جدا من فقدانه (لاسمح الله) فتنتابني حالة فزع شديده وخوف وبكاء لمجرد ان اتخيل انه حدث له مكروه

وعندما يسافر لو ليوم تسود الدنيا في عيني واتخيل انني لن اراه بعدها،عندما اسمع عن حادث او مرض اتخيل ان لو يصيبه هو وابكي بشده واذا سالني عن السبب لا أخبره بذلك

بعد 6 اشهر من زواجنا اتضح ان لديه ضعف في الحيوانات المنويه وان فرصة الحمل الطبيعي ضعيفه، قررنا عمل اطفال انابيب بعد سنتين من الزواج ولكن للاسف لم تنجح وعملناها مره اخرى قبل سنه ولم تنجح ايضا والحمدلله على كل حال

وقد قال لي زوجي قبل سنه انه عندما كان صغير11سنه تقريبا، تعرض لالم شديد في بطنه وقامو بعلاجه بالكيماوي وسألته من ماذا كنت تشكو قال اعتقد انه كان سرطان في الدم او في المعده لا اذكر بالضبط ولكن تعالجت وشفيت ولله الحمد

منذ ان اخبرني وانا قلقه جدا فقد قرات ان العلاج الكيماوي لطفل بعمره قد يؤثر على خصوبته في المستقبل، واعتقد ان هذا سبب الضعف عنده لكن كل ذلك لا يهمني انا قلقه جدا وابكي الان اخاف ان يعود اليه السرطان

واصبحت اطلب منه ان يعمل تحليل شامل لكي اتطمن عليه ولم اخبره السبب لذلك لكنه يرفض ويقول انا الحمدلله بخير وليس له داعي

أرجوك ساعدني انا خائفه جدا من هذ الموضوع كل يومي اصبحت اوسوس انه لويعود له هذا المرض كيف ستصبح حياتي وابكي بشدة واذا سمعت ان احدا توفي من السرطان ارتجف وابكي وادعي ان ربي يحفظ لي زوجي،،

عذرا للاطاله ولكني والله تعبت من الوساوس والتفاكير واريد ان ارتاح واعيش حياه مطمئنه،الرجاء عدم اظهار مشكلتي والرد على الايميل لاني نادار ماتتاح لي تصفح النت،وجزييت خيرا

أختي الفاضلة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكركم على تواصلكم مع موقعكم، ثم أشكركم على وعيكم وطريقة طرحكم للمشكلة بأسلوب واع، وهذا إن دل على شيء فإنما يدك على جميل هذه الخصال التي أنعم بها الله عليك من نعمة الدين ورجاحة العقل والتعليم وسعة الثقافة والاطلاع ونعمة الزوج الصالح بإذن الله والحياة الهانئة السعيدة التي حباك بها الله وحبك لزوجك ونعمة الصحة فهذه أختي كلها نعم تستحق الثناء والشكر وأنت منهم بإذن الله وتوفيقه.

لقد قرأت رسالتكم بكل تفاصيلها ويبدو لي من خلال ما جاء فيها انك تعانين من قلق وخوف مما هو متوقع حدوثه مستقبلا فأنت تقولين (مشكلتي أنني تعلقت فيه بشكل كبير وأصبحت أخاف جدا من فقدانه" لا سمح الله"فتنتابني حالة فزع شديد لمجرد أن أتخيل انه حدث له مكروه..

هنا إذا المشكلة انك تخافين من شيء مجهول وتوقع غير منطقي وغير مبرر.. ثم تتابعين (عندما اسمع عن حادث أو مرض أتخيل أن لو يصيبه هو وابكي بشده)..

ثم تقولين (منذ أن اخبرني- وتقصدين عن مرضه وهو صغير- وأنا قلقة جدا) وتتابعين (أنا قلقة جدا وأبكي الآن أخاف أن يعود إليه السرطان.. وإذا سمعت).

لاحظي أن كل هذه الأفكار هي توقعات لما سيحدث أنت تفترضينها وقد لا تحدث أبدا أو أنها قد تحدث بطريقة مختلفة تماما عما تتوقعينه وتفترضينه، وهذا هو سبب المشكلة التي تعانين منها وأنت تعترفين بذلك وتقولين (تعبت من الوساوس والتفكير وأريد أن أرتاح وأعيش حياة مطمئنة).

إذا نحن أمام حالة يسيطر عليها قلق وتوتر من المجهول ومما سيجلبه المستقبل خوف غامض حسب اعتقادات خاطئة وأفكار سلبية تسيطر عليها وخلل ناتج عن خبرات غير سارة تعود للماضي.

وتشويه بطريقة سلبية للواقع وبالتالي تشويه لكل الإدراك لكونه ناشئا عن أفكار خاطئة تجعلك تؤولين الواقع والموقف والحدث بشكل خاطئ دونما دليل على ذلك.

وهذا بدوره سيؤثر على مشاعرك وستصبح مشوهة وسلبية وسيؤثر على السلوك الكلي لك أختي الفاضلة فيصبح لديك التوتر وعدم الراحة وعدم الاطمئنان وعدم الأمن وهذا لا سمح الله قد يقود إلى ما لا تحمد عقباه.

حيث المبالغة في التفكير السلبي والتوقعات غير المنطقية وإلغاء دور الايجابيات في حياتك والتشاؤم والقلق والأفكار الوسواسية وغيرها وكل ذلك يدمر ذواتنا ويهدم شخصياتنا وقد نكون عرضة للاكتئاب ويشكل خطر على حياتنا.

وتأكدي أختي أن طريقة تفكيرنا وتقييمنا للأمور هي التي تشكل سلوكياتنا وردود أفعالنا،، وحتى نغير هذا السلوك لابد من تغير طريقة تفكيرنا وتفسيرنا للأمور.

ولكنني وبفضل الله أطمئنكم أختي أن هذه الحالة قابلة للتغيير والتعديل والشفاء بعد التوكل على الله ثم بإرادتكم الصلبة وعزيمتكم القوية واليكم بعض الإرشادات والنصائح بارك الله فيكم:

1- التوكل على الله واللجوء إليه ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

2- قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فهما علاج لكل داء بإذن الله واللجوء إلى الصلاة فهي تريح البال وتهدئ الفكر.

3- التركيز على ما منحك إياه الله من ايجابيات وشكره عليها وتعزيزها والتفكير بها دوما لأن النعم تدوم بالشكر.

4- إيقاف الأفكار السلبية وغير المنطقية ودحضها وعدم السماح لها بالسيطرة على مشاعرك وسلوكياتك أبدا. وتحدي هذه الأفكار السلبية بطريقة واعية فما الدليل على هذه الأفكار؟؟ أليس هناك بدائل واحتمالات أخرى أفضل من هذا التوقع؟؟

هل كل الناس يفكرون بنفس ما أفكر به أنا؟؟ ماذا لو حدث فعلا ما توقعته هل هي نهاية العالم؟؟ ماذا ستكون ردة فعلي بعد سنوات من الحدث هل هي بنفس الطريقة؟؟أن حياتنا وأعمارنا كلها بيد الله تعالى وما أراده الله لابد له أن يكون.

5- اختبار الأفكار غير العقلانية وغير المنطقية على ارض الواقع كأن تقولي لنفسك أنني في الأمس فكرت بكذا وتوقعت حدوث كذا.. وها هو اليوم التالي قد جاء ولم يحدث ما توقعته إذن توقعاتي غير مبررة وخوفي منها غير مبرر..

وبإمكانك بدل التفكير السلبي بحالة زوجك استبدال ذلك بكيفية المساعدة فيما لو لا سمح الله تعرض لسوء،، كيف سيكون دورك الايجابي لمساعدته وتقديم العلاج المناسب له فهذا سيشعرك بعظم دورك ويعزز لديك الثقة بالنفس ويطرد كل المخاوف التي تسيطر عليك.

6-الاسترخاء وممارسة مهارات التخيل للمواقف السارة بدل المزعجة وتحويل الانتباه إلى ما يسر وما يفرح بدل التركيز على ما هو سيء،، وممارسة أسلوب التنفس الصحي السليم ففي مواقف التوتر نحن بأمس الحاجة إلى كمية كبيرة من الأكسجين، وبإمكانك تغيير المكان الذي تكونين فيه لحظة شعورك بالتفكير السلبي والانتقال إلى مكان هادي وجميل يجلب لك السعادة والتفاؤل والأمل.

7- التركيز على الحاضر وأنك وزوجك تنعمان بالمحبة والصحة والاستقرار والتحدث مع زوجك بموضوعات سارة ومريحة ومواقف جميلة بدل أن تنظري له وأنت تتوقعين لحظة النهاية في أي وقت، فالتحدث السار معه ومرافقته في رحلة جميلة كأداء العمرة أو السفر إلى مناطق هادئة ومريحة وأماكن تناسبكم كل ذلك سينعكس إيجابا بإذن الله على طريقة تفكيرك وعلى حياتكم الزوجية.

8- لابد من أن تكوني واقعية في تفكيرك وان الحالة هذه لن تزول بيوم او موقف بسيط بل بحاجة إلى إرادة قوية وعزيمة وإعادة بناء أفكارك بشكل ايجابي والإصرار على أنك أنت أولى الناس بمساعدة نفسك للتخلص مما تعانينه، فأنت بحاجة إلى الصبر والإرادة والعمل معا وبشر الصابرين.

9- وما أجمل أن تركزي أختي الفاضلة على كل خطوة تحققين فيها النجاح فهذه بشارة خير ومفتاح الأمل وعززي نفسك في كل موقف تجتازين فيه عقبة التفكير السلبي ونحن كبشر نميل دائما إلى تكرار السلوكيات التي تجلب لنا الرضا والسعادة.

10- التدرب على مهارات تكيفية مقنعة كالمناقشة والحوار واقتراح الحلول والبدائل وحل المشكلات والتواصل مع الأشخاص الثقات المقربين والخروج من أجواء القلق والتوتر والاكتئاب إلى حيث الفرح والسعادة المسموح بهما ومع الثقات من الأهل والصديقات.

11- ممارسة بعض التمارين الرياضية والنشاطات الخيرية ومساعدة من يحتاج إلى مساعدة كل ذلك يخفف بإذنه تعالى مما تعانين منه،، بعد التوكل والاعتماد على الله في كل شي.

بارك الله فيكم وأنعم عليكم بالصحة والعافية.

الكاتب: أ. حازم محمد صالح قواقنه

المصدر: موقع المستشار